فضل الإحسان إلى الجار :
حثّ الدين الإسلامي على الإحسان إلى الجار ومعرفة حقوقه لِما لذلك من ثواب كبير عند الله تعالى ونشرٍ للمحبة والتعاون والإيثار بين الناس، كما ربط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الإيمان بالإحسان إلى الجار وإكرامه بقوله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَ) [صحيح البخاري | خلاصة حكم المحدث: [صحيح]، كما أنّ الدين الإسلامي حرّم الإساءة والعدوان على الجار، سواء كان ذلك بالقول كأن يزعجه بكلامه أو يقلقه بالأصوات المزعجة، أو بالفعل كأن يُلقي الأوساخ على بابه أو يضيق عليه عند مداخل بابه، وإن حدث ذلك فيعني أنه خالف أوامر الله ولم يلتزم بصفات المؤمنين.
من هو الجار؟
كلمة الجار تعني الشخص القريب لك في الجوار مثل المرأة جارة لشريك، والرجل جار لشريك حياته والأولاد جيران لأبيهم وأمهم وأيضاً الوالدين جيران لأبنائهم. ومن يوجد بجانبك فهو جارك وتتنوع درجات القرب وحقوق هذا الجار عليك على حسب قربه منك في البيت إن كان بجانبك مباشرة أو بعيد إلى حد ما.
وما يؤكد هذا الكلام هو قول أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها زوجة النبي صلى الله عليه وسلم أنها تحدثت لنبي الله محمد عليه وعلى آله السلام (قلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي جَارَيْنِ فَإِلَى أَيِّهِمَا أهْدِي؟ قَالَ: إِلَى أَقْرَبِهِمَا مِنْكِ بَابًا).
ما هي حقوق الجار؟
للجار حقوق كثيرة يجب على كل مُسلم معرفتها والعمل بها، ومنها :
* الإحسان بالقول والفعل: إنّ الإحسان إلى الجار خُلق كريم والمُسلم الحق والمُلتزم هو الذي يُحسن إلى جاره، كما إنّ الإحسان إلى الجار من علامات أهل الإيمان؛ فبه تعمر الديار ويزيد العمر ويدخل المسلم الجنة، وإن أراد أن يعرف مدى إحسانه فعليه أن يسأل جاره.
* حل مشكلات الجار وقضاء مصالحه: أي يجب على الجار أن يُساعد جاره في حل مشاكله ويسعى في قضاء حاجاته وأن ييسر عليه لييسر عليه الله، فمن كان في عون أخيه كان الله في عونه، وقد قال الله تعالى: {وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [الحج:77].
* عرض الأرض أو العقار على الجار قبل بيعه للغير: أي يجب على الجار عندما يُريد أن يرحل من بيته أن يعرضه للبيع على جاره قبل غيره لتفادي حدوث المشاكل، كذلك لو كانت قطعة أرض، لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (مَن كانت له أرضٌ فأراد بَيْعَها فَلْيَعْرِضْها على جارِه) [صحيح الجامع | خلاصة حكم المحدث : صحيح].
* إقراض الجار: أي أنّ من حق الجار على جاره إن مرّ في وضع مادي صعب وجاء ليطلب المال أن يقرضه ويتعاون معه ويقف إلى جانبه في أوقات شدته، ولا مانع للجار أن يعطي لجاره ويساعده إن كان فقيرًا.
* نُصرة الجار إن كان ظالمًا أو مظلومًا: من حق الجار على جاره أن ينصره ويمنعه من الظلم، وأن يسعى إلى الإصلاح بين الجيران.
*عدم إيذاء الجار: حذّر الإسلام كثيرًا من إيذاء الجار والاعتداء عليه، فالنبي صلّى الله عليه وسلّم نفى الإيمان إلا بمحبة الجيران وأكّد على أنّ أذى الجار سبب دخول النار وعدم دخول الجنة.
* إحسان الظن بالجار: أي على الجار دائمًا أن يُحسن ظنه بجاره في أقواله وأفعاله حتى تدوم الحياة بينهم على الأُلفة والمودة والرحمة، لأنّ إساءة الظن بالجار يزيد البغضاء بين أفراد المجتمع.
* الصبر على أذى الجار: أي على الجار أن يصبر على أذى جاره وألّا يعامله بالمثل، فليس حق الجوار كفّ الأذى فحسب، بل احتمال الأذى وإسداء المعروف.
من صور الإحسان إلى الجار :
– تقديم الهدية إلى الجار بين الحين والآخر ولو كانت شيئًا يسيرًا وذلك لدوام المحبة والألفة بين الناس.
– المحافظة على عرض وشرف الجار، والحرص على ستر عوراته وغض البصر عن محارمه.
– أمر الجار بالمعروف ونهيه عن المنكر.
– مواساة الجار في مصائبه وتهنئته في فرحه.
اضافه تعليق