أدى سقوط برجي مركز التجارة الدولي في أمريكا في 11 سبتمبر عام 2001 إلى خسائر ضخمة كانت بمثابة الصدمة للإقتصاد الأمريكي والعالمي. وتسببت هذه الأحداث في خسائر ضخمة من ناحية القطاع التأميني حيث قُدّرت خسائر التأمين بما يبلغ ال40 مليار دولار أمريكي مما يجعل هذا الحدث من أكبر الأحداث المؤمنّة على الإطلاق في العالم.
كانت خسائر التأمين بسبب أحداث 11 سبتمبر أكبر بأكثر من مرة ونصف مما تم تقديره في كارثة (إعصار أندرو) من حيث الخسائر. شملت الخسائر توقف الأعمال (11.0 مليار دولار)، والممتلكات (9.6 مليار دولار)، الالتزامات (7.5 مليار دولار أمريكي)، وتعويض العمال (1.8 مليار دولار أمريكي)، وغيرها (2.5 مليار دولار أمريكي). وشملت الشركات ذات الخسائر الأكبر بيركشير هاثاواي، ولويدز، وسويس ري، وميونخ ري، وجميعها شركات إعادة تأمين، بخسائر تزيد عن 2 مليار دولار أمريكي لكلٍّ منها. انخفضت أسهم شركات إعادة التأمين الرئيسية بأكثر من 10%. وعلى إثر هذه الحادثة وبسبب الخسائر الضخمة التي تكبدتها شركات التأمين معظم شركات التأمين توقفت بعد هذه الحادثة عن إصدار وثائق تأمينية توفر التغطية للأحداث الإرهابية وفقط عدد قليل من الشركات الأمريكية للتأمين التي واصلت تقديم مثل هذه التغطية.
ويعود السبب الرئيسي في ارتفاع قيمة التعويضات التي تكبدتها خسائر التأمين في أن الأرض المقام عليها برجي التجارة والمملوكة لهيئة موانئ مدينة نيويورك في أن هذه الأرض قد تم استئجارها من قبل رجل أعمال يُدعى لاري سيلفرشتاين بعقد إيجار بلغت قيمته 3.2 مليار دولار لمدة 99 عام وعقد الإيجار هذا يتضمن تأمينًا تبلغ قيمته 3.5 مليار دولار حيث يتضمن هذا التأمين تغطية لأعمال الإرهاب والتخريب المتعمد.
المطالبات الأساسية التي نشأت عن انهيار البرجين:
أولًا) المطالبات التي قدمها المستثمر عن إنهيار البرجين:
قام سيلفرشتاين بالتقدم بمطالبة للشركات المؤمنة على برجي التجارة العالمي بلغت قيمتها 7 مليار دولار. حيث كانت وجهة نظره بخصوص الحادثة “إن طائرتين مختلفتين ضربتا البرجين في وقتين مختلفين وبناء عليه فإننا بصدد حادثتين منفصلتين وإنه يتعين على شركات التأمين دفع المستحق عليهما بعدالة”. حيث حاولت شركات التأمين اعتبار تفجير البرجين حدثاً واحداً متصلاً لأنه جزء من مخطط مركزي واحد. إلّا أنّ وقررت هيئة المحلفين بنيويورك قررت اعتبار تفجير البرجين اللذين يشكلان معا مركز التجارة العالمي، كحادثتين منفصلتين وليس كحادث واحد. مما ترتب على شركات التأمين دفع مبلغ تعويض منفصل لتبدأ بعد هذا القرار جولة مفاوضات طويلة وشاقة انتهت في 24 مايو 2007 حيث اعلنت مجموعة من سبع شركات تأمين كبرى هي (إليانز جلوبال ريسك، ترافلرز كومبانيز، زيورخ أمريكان، سويس ري، وإيمبلويرز إنشورانس، إندستريال ريسك إنشورارز، ورويال إنديمنيتي) عن توصلهم لاتفاق ليختم صراعاً قضائياً استمر خمسة أعوام بين المؤمنين وبين لاري سيلفرشتاين. وأوصلت التسوية مبلغ التأمينات الذي حصل عليه سيلفرشتاين إلى 4.5 مليار دولار وتعطي الضوء الأخضر أمام عملية تكلفتها تسعة مليارات دولار من أجل إعادة تطوير المنطقة. ووقعت كل الأطراف عقود سريّة يمنعها من ذكر المبلغ الذي دفعته كل شركة تأمين منفصلة حيث تم اعتبار هذه التسوية أكبر تسوية في تاريخ شركات التأمين. وسيتم تقسيم عائدات التسوية بين هيئة موانئ نيويورك التي تملك موقع المركز وشركة عقارات سيلفرشتاين التي تتزعم عملية إعادة البناء. كما ضمن الإتفاق الحصول على تمويل خاص للمشروع المكون من خمس مبان الأشهر فيها هو برج الحرية الذي يكلف ثلاثة مليارات دولار إضافة إلى أبراج تضم محلات ومكاتب.
ثانيًا) المطالبات التي قُدّمت بخصوص الوفيات والإصابات:
بلغت عدد الدعاوى التي تم قبولها من عائلات القتلى والمصابين 10.043 منهم 2753 قتيل والباقي مصابين واغلبهم من رجال الإطفاء والشرطة الذين اشتكوا من امراض تنفسية ناتجة عن تنفس غازات سامة ودخان أثناء القيام بعمليات الإطفاء والإخلاء. كما تم تقديم 70.000 شكوى بخصوص الأمراض التنفسية التي اشتكى منها سكان مانهاتن بخصوص استنشاق الغبار الغبار الناجم عن انهيار البرجين التوأمين. والتعويضات التي تم الإتفاق عليها بين شركة التأمين “دبليو تي سي كابتيف” التي انشئت لهذا الغرض في 2004 وبين 10,043 شخص تضمنت تسوية بمبلغ إجمالي وقدره 625 مليون دولار 200 مليون منها للمحامين الذين وافقوا على تخفيض اجورهم بنسبة 25%.
وتفاوتت المطالبات الأخرى مابين مطالبات توقف الأعمال ومطالبات الإلتزامات وكذلك مطالبات الممتلكات وغيرها حيث بلغت القيمة التقديرية للمطالبات التي تم دفعها ما يقارب مبلغ ال40 مليار دولار أمريكي.
اضافه تعليق