في عام 2017 تسببت حرائق كاليفورنيا بخسائر تقدر بـ 18 مليار دولار. حيث بلغت الخسائر المؤمن عليها قرابة الـ 13.2 مليار دولار و3 مليار دولار خسائر اقتصادية، أما تكلفة إخماد الحرائق فقد بلغت 1.8 مليار دولار. احترق في 2018 ما يقارب مساحة 1,893,913 قطعة أرض وهي أكبر مساحة تم تسجيلها في مواسم الحرائق. وتسبب حريق “كامب فاير” الكارثي الأعلى بخسائر بلغت ما يقارب الـ 16.5 مليار دولار من بينها خسائر غير مؤمن عليها بلغت ما يقارب الـ 12.5 مليار دولار. ويجدر بالذكر هنا أن حرائق غابات كاليفورنيا في 2018 كانت أكثر المواسم فتكا وتدميرا في الولاية. وتخلق عوامل متعددة الظروف هذه الحرائق حيث أدت تغيرات المناخ مثل ارتفاع درجة الحرارة إلى احتراق أخشاب الأشجار ومن هنا تبدأ شرارة حدوث الحرائق. بلغت طلبت التعويضات التي تلقتها شركات التأمين ما يقارب الـ 40 ألف طلب تعويضا للخسائر الناجمة عن الحريق الكارثي “كامب فاير” حيث تعرض ما يبلغ أكثر من 13 ألف من المنازل والشركات للدمار.
هناك العديد من الأشياء التي يمكن لسكان كاليفورنيا القيام بها للاستعداد لهذه الحرائق ومن أبرزها “الحصول على تأمين ضد حرائق الغابات”. لكن للأسف في الآونة الأخيرة أصبح الحصول على تأمين ضد حرائق الغابات أمراً بعيد المنال بالنسبة لسكان كاليفورنيا. حيث أنه بعد الحرائق الهائلة التي اشتعلت في الولاية عام 2018 ارتفعت أقساط التأمين بشكل هائل حيث بلغت ما يصل إلى 300% إلى 500% في كثير من الحالات. وأيضاً بالنسبة للمناطق المعرضة للخطر تميل شركات التأمين بشكل أكبر إلى عدم تجديد التغطية. ففي السنوات الأربع الماضية أسقطت شركات التأمين أكثر من 340.000 من حاملي الوثائق في المناطق المعرضة للحريق. حيث لجأ طالبو هذه الوثائق الذين لم يتمكنوا من شراء تأمين خاص ضد حرائق الغابات الاعتماد على خطة FAIR في كاليفورنيا، وهي مجموعة مختصة بالتأمين مدعومة من الدولة وتوفر تغطيات أساسية لهذا النوع من الأخطار ولكن بأسعار مرتفعة كملاذ أخير لهم.
التحديات التي واجهت شركات التأمين
شركات التأمين في مثل هذه الظروف تكون أكثر عرضة للتعرض لخسائر فالمخاطر تتزايد ليس فقط من ناحية الشدة ولكن أيضاً في حالة اللايقين. حيث أن أكبر تحدي واجه شركات التأمين في حادثة حرائق كاليفورنيا هو عدم فعالية النماذج التي يستخدمونها لتقدير مخاطر حرائق الغابات. هناك أيضا خطر الاتجاه الذي يسميه الاقتصاديون خطر الاختيار العكسي. ويحدث هذا عندما يتم توزيع التكاليف على أقساط العملاء منخفضة وعالية المخاطر، بحيث ينتهي الأمر بالعملاء منخفضي المخاطر بدعم العملاء المعرضين لمخاطر عالية. فمع زيادة مخاطر حرائق الغابات وارتفاع اقساط التأمين قد يختار مالكو العقارات عالية الخطورة فقط شراء التأمين ضد الحرائق، بينما يميل أصحاب العقارات منخفضة المخاطر إلى عدم الشراء. ومع مغادرة أصحاب المخاطر المنخفضة، سترتفع الأقساط بشكل أكبر للمالكين المعرضين لمخاطر عالية.
ولإدارة هذه التحديات تحتاج شركات التأمين في هذه الدول إلى تطوير نماذج أكثر دقة. حيث أن النماذج الدقيقة جداً هذه الحالة ستساعد شركات التأمين في تقييم مخاطر حرائق الغابات وتسعيرها بشكل مناسب. حيث يجب أن تكون هذه النماذج أكثر دقة في كل من المكان والزمان مقارنة بالإصدارات الحالية.
والأولوية الأخرى هي ضمان وجود طلب قوي ومضمون على التأمين ضد حرائق الغابات والذي بدوره سيجذب شركات التأمين الخاصة إلى السوق. يمكن القيام بذلك عن طريق مطالبة أو إلزام جميع مالكي المنازل على مستوى ولاية كاليفورنيا مثلاً بالحصول على تغطية ضد حرائق الغابات فمثل هذه القاعدة قد تحل مشكلة الاختيار العكسي السابق ذكرها. وقد تتطلب هذه الخطوة أيضاً فصل التأمين ضد حرائق الغابات عن التأمين العام للممتلكات والذي يغطي عادة الحريق. فبالطريقة نفسها التي تبيع فيها شركات التأمين وثائق تأمين خاصة ضد الزلازل والفيضانات بشكل منفصل فيجب أن توجد وثائق تأمين للحرائق بشكل منفصل.
أقساط أعلى للمناطق المعرضة للخطر
يجب أن يكون التسعير على أساس حجم المخاطر واحتمالية التعرض لها. يتطلب هذا النهج من مالكي المنازل دفع المزيد مقابل التأمين في المناطق التي تكون معرضة للخطر بشكل أعلى مثل الأحياء القريبة من الغابات وغيرها. حيث يعتبر التسعير بهذه الطريقة نقطة مهمه لتجنب إخفاقات جذب الناس لشراء هذه الوثيقة. هناك مطلب رئيسي آخر وهو جعل شركة FAIR هي الملاذ الأخير. بمعنى آخر، منع الأشخاص من شراء التغطية من FAIR إلا إذا لم تكن هناك خيارات أخرى ميسورة التكلفة.
اضافه تعليق