من الجدير بالذكر أن البشرية استخدمت التأمين مذ قديم الزمان حيث كان يعني التكافل والتعاون لتعويض الأضرار والخسائر الناجمة عن حدوث خطر أو عدة مخاطر سواء على هيئة صناديق تعاونية أو على هيئة ترحيل وتجميع الخطر.
التأمين قديما في الإسلام
يتسائل العديد من الأفراد حول نشأة التأمين في العصور الإسلامية، بالإضافة إلى المراحل التي مر بها، ولهذا السبب سنتطرق إلى ذكر المراحل التي مر بها التأمين في الإسلام فيما يلي:
المرحلة الأولى وهي ما قبل سنة 1932م
كان الحديث في تلك الفترة عن التأمين يتمحور حول الفتاوي التي تأتي في شكل إجابات على أسئلة معينة خاصة عن عقد التأمين، حيث كانت تعتمد الفتاوي على أوجه استدلال فيما يتعلق بالخطر المؤمن منه، بجانب العلاقة الشرعية والقانونية التي يتم إنشائها عن طريق العقد وما إلى ذلك.
واتجهت الآراء إلى تحريم عقد التأمين نصاً وذلك في بعض أنواع التأمين مثل التأمين البحري، إذ يشتمل معنى المعاوضة في بعض الأحيان على معنى القمار حيث أن دفع المبالغ المالية مرتبط بوقوع الحدث أي يتعلق الفعل على حدوث الخطر.
المرحلة الثانية، من 1932م إلى 1960م
ازداد التحدث في موضوع التأمين فتناولته الندولات والمجالس والبحوث والمقالات، ولكن تعد هذه المرحلة هي امتداد للمرحلة الأولى، حيث ظل بعض العلماء يحرمون عقد التأمين لنفس الأسباب السابقة.
المرحلة الثالثة، من 1960م إلى 1979م
تتسم هذه المرحلة بالثراء في الفكر الاقتصادي الاسلامي فيما يخص التأمين حيث ازداد الاهتمام به وأصبح موضعاً للنقاش في الندوات والمقالات والمجالس العلمية، بالإضافة إلى البحوث والدراسات الفعالة في هذا الشأن، وتجدر الإشارة إلى أن الباحثين انقسموا في الآراء فيما يتعلق بعقد التأمين التجاري ما بين مؤيد لهذا النوع من العقود أي يجيز استعمالها وما بين معارض لهذا النوع من العقود أي حرّم التعامل بهذه العقود الخاصة بالتأمين التجاري.
المرحلة الرابعة، 1979م الوقت الراهن
تشكل هذه المرحلة تطور وتقدم الفكر الاقتصادي الإسلامي فيما يتعلق بالتأمين، حيث بدأت مرحلة التنفيذ والتطبيق في هذا الوقت وليس الاكتفاء بالمناقشات والمحادثات، حيث تم إنشاء شركات تأمين إسلامية عقب إنشاء وتأسيس المصارف الإسلامية، كي يكتمل الفكر الإسلامي في عالم الاقتصاد.
ومن الجدير بالذكر أن أغلبية شركات التأمين منبثقة وتابعة لبعض المصارف الإسلامية، وتقوم المصارف الإسلامية بحماية ورعاية هذه الشركات، بجانب المساهمة في إنجاحها، لأن البنوك الإسلامية تعتبر هي جهة إيداع واستثمار الأموال الخاصة بشركات التأمين.
وتجدر الإشارة إلى أن أول نظام للتأمين في المملكة العربية السعودية اعتمد على التأمين التعاوني، بجانب تطبيق التأمين الإلزامي بناء على رخصة القيادة الخاصة بالفرد، وقد تم استبدال هذا النظام بنظام التأمين على السيارات أو المركبات في المملكة العربية السعودية ويتوفر هذا النظام للمواطنين وللمقيمين في المملكة على حد سواء.
ويجدر لفت الانتباه إلى أن التأمين الصحي الإلزامي تم تنفيذه وتطبيقه على المقيمين والذي يعد كنوع من التمهيد، من أجل تطبيقه على المواطنين.
التأمين الإسلامي
يقوم التأمين الإسلامي بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وقيمها الغراء في كافة المعاملات والأعمال الخاصة بالشركة بطريقة متوافقة ومنسجمة مع آليات تطبيق التأمين الإسلامي، بجانب التوافق مع المعايير المحاسبية الإسلامية التي ترتبط بهذا النوع من الأعمال، وذلك من أجل تطبيق التمكين والتعاون بين أبناء المجتمع.
وتتجسد روح التعاون بين الأفراد أي المشتركين المستأمنين فيما يخص تقليل المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها أحد الأطراف عن طريق جبر الضرر والخسارة، والتعويض من خلال صندوق المشتركين المستأمنين حيث يشكل إجمالي قيم الاشتراكات أي الأقساط التأمينية المدفوعة من قبلهم كنوع من أنواع التبرع.
اضافه تعليق