لقد أمر الله بصلة الأرحام، والبر والإحسان إليهم، ونهى وحذر عن قطيعتهم والإساءة إليهم، توعد الرسول صلى الله عليه وسلم قاطعي الأرحام حرمانهم من دخول الجنة مع أول الداخلين، و للمسيئين لأرحامهم بنار الجحيم.وعلى الرغم من وصية الله ورسوله بالأقارب،إلا أن جلّ المسلمين أضاعوا هذا الحق مثل إضاعتهم لغيره من الحقوق، أو أشد، مما جعل الحقد، والبغضاء، والشحناء، تحل محل الألفة، والمحبة، والرحمة، بين أقرب الأقربين وبين الأخوة في الدين على حد سواء.
هناك ثلاث درجات لواصل الرحم :
1- واصل وهو من يحسن إلى الأقارب.
2- قاطع وهو من يسيء إليهم.
3- لاواصل ولا قاطع وهو من لا يحسن ولا يسيء, وربما يسمى المكافئ وهو الذي لا يحسن إلى أقاربه إلا إذا أحسنوا إليه, ولكنه لا يصل إلى درجة الإساءة إليهم.
فضل وثواب واصل الرحم :
صلة الرحم من الأمور التى حث عليها الشرع ، وتكون سببًا فى أن يدخل الإنسان الجنة فلقد وعد الله ورسوله واصل الرحم بالفضل العظيم، والأجر الكبير، والثواب الجزيل، من ذلك:
1-كثرة النعم ودفع النقم عن الإنسان.
2- إكرام الفرد بالميتة الحسنة وإبعاد الميتة السيّئة عنه.
3- تقوّي مشاعر الأخوّة والودّ والمحبّة والتكاتف.
4- زيادة للرزق.
5- سببٌ في طول العمر والبركة فيه.
6- بناء المجتمعات المتكاتفة والمتماسكة.
7- دخول الجنة .
من انواع صلة الرحم :
– الصدقة على ذوي الأرحام.
– زيارتهم في بيوتهم .
– استضافتهم في بيتك .
– الدعاء بظهر الغيب.
– تفقدهم والسؤال عن احوالهم .
– مشاركتهم في افراحهم و احزانهم .
– عيادة مرضاهم واتباع جنائزهم .
– اصلاح ذات بينهم .
– الدعاء لهم ودعوتهم للخير .
– سلامة الصدر نحوهم .
من هم صلة الرحم بالترتيب ؟
فأول الأقارب وأحقهم بالصلة الآباء والأمهات والأجداد والجدات، ثم الأولاد وأولادهم من الذكور والإناث، ثم الإخوة وأولادهم ذكوراً وإناثا، ثم الأعمام والأخوال والخالات والعمات وأولادهم، ثم الأقرب فالأقرب من بني العم درجات، فأولاهم وأحقهم بالصلة الواجبة الآباء والأمهات والأجداد والجدات، هم أحق الناس، وأحقهم على الإطلاق الأم !
ايات قرانية عن صلة الرحم :
– قال الله تعالى في سورة النساء : (وعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئَاًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُور).
– وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
عقوبة و وزر قاطع الرحم في الدنيا والآخرة :
إن قطيعة الرحم إثم عظيم، وأجمع الفقهاء على حرمته،ووصف الإسلام صلة الرحم بالواجبة وحرّم القطيعة وجعلها من الكبائر التي تُدخل صاحبها النار، بل وصل الأمر إلى أنَّ من وصل رحمه وصله الله ومن قطع رحمه قطعه الله .
لا شكَّ أنَّ قطيعة الرَّحم لها تأثيرٌ كبيرٌ على المسلم في الدُّنيا والآخرة، ومن ذلك ما يأتي:
أولاً: في الدنيا:
1- لا يرفع له عمل ولا يقبله الله.
2- لا تنزل الرحمة على قوم فيهم قاطع.
3- تعجيل العقوبة للعاق في الدنيا قبل الآخرة.
4- أبواب السماء مغلقة دون قاطع الرحم.
5- الاتصاف بصفات أهل الفسق والضلال، وعدم التوفيق في أمور الحياة.
ثانياً: في الآخرة:
1- لا يدخل الجنة مع أول الداخلين ولا تفتح له أبواب الجنة أولاً.
2- الحرمان من دخول الجنَّة، فقد ورد عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: ( لَا يَدْخُلُ الجَنَّةَ قَاطِعٌ. قالَ ابنُ أَبِي عُمَرَ: قالَ سُفْيَانُ: يَعْنِي قَاطِعَ رَحِمٍ ) .
3- يدخر له من العذاب يوم القيامة مع تعجيل العقوبة في الدنيا إن لم يتب أويتغمده الله برحمته.
4- يُسف المَلّ، وهو الرماد الحار.
اضافه تعليق